إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
149764 مشاهدة print word pdf
line-top
الرسول الكريم

...............................................................................


كذلك يقول: وأجلُّ من هؤلاء مثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمعنى: أنهم -أيضا- في الأزمات وفي الشدائد يدعون النبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله.. أنجنا، يا رسول الله.. خذ بأيدينا، وما أشبه ذلك.
ذكر بعض المؤلفين وهو الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي في رسالة له في بعض الخرافات المنتشرة في قضاء الظهير وما حوله، ذكر أن الشرك متمكن هناك والخرافات، وروى قصة: أن رجلا كان يسوق له بقرا، فصعد مع عَقَبة في جبل من تلك الجبال من جبال تهامة فصعد ببقره، ولما أشرف على ذروة الجبل سقط ثور من البقر الذي يسوقه، ولما سقط الثور تدهده مع الجبل، عند ذلك.. أخذ صاحبه يدعو، يقول: يا رسول الله.. أنجه، يا محمد أنجه، يا محمد يا رسول الله؛ ولكن الثور لا زال يتدهده، ولما آيس أخذ يدعو الجن: يا جن.. أمسكوه، يا جن من حولي.. أمسكوه، محمد ما نفعني، محمد يشتهي المرقة، محمد يشتهي المرقة، فسر ذلك بأنه يقول: إن محمدا يريد أن يموت جملي حتى يطبخه، ويأكل من مرقته؛ ولأجل ذلك ما نفعني. فأفسد دينه وأشرك بالله، ودعا محمدا ودعا الجن؛ ومع ذلك مات ثوره وما انتفع، فأشرك وأبطل عمله وبطل أجره.
هذا دليل على أنهم في الأزمات ما يشركون إلا في حالة الشدة، في حالة الرخاء يشركون ويخلصون، وأما في حالة الشدة فيشتد شركهم؛ بخلاف المشركين الأولين.

line-bottom